الشيخ عبد العزيز بن حمد بن معمر : هو الإمام العلامة الجليل المتبحر الشيخ عبد العزيز بن الشيخ حمد بن ناصر بن الأمير عثمان بن حمد بن الأمير عبد اللّه بن معمر . مولده ونشأته : ولد الشيخ عبد العزيز في مدينة الدرعية عاصمة الدولة السعودية ، ومركز الحركة العلمية في ذلك الحين، وذلك في عام 1203هـ، ونشأ في بيت والده العالم الكبير الشيخ حمد. وفي الدرعية مدينة العلم والعلماء وبلد الحلقات والدروس، فكانت نشأته في جو علمي ووسط كريم، فطبعته هذه المؤثرات على الصلاح والتقى، وجبلته على الورع والعفاف، وقادته إلى الرغبة في العلم والحرص على تحصيله، فنشأ عليه منذ نعومة أظفاره فقرأ القرآن وحفظه وهو صغير ثم شرع في تحصيل العلم فأخذ عن عدد من العلماء والشيوخ الأجلاء في الدرعية أشهرهم : 1- والده العالم الشيخ حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر. 2- الشيخ علي بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. 3- الشيخ عبد اللّه بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. 4- الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. 5- الشيخ أحمد بن رشيد بن عفالق الحنبلي. 6- الشيخ النحوي حسين بن غنام. 7- عبد الرحمن بن محمد بن خميس. جد عبد العزيز في طلب العلم وثابر عليه مع ما وهبه اللّه من الذكاء المتوقد والنباهة والجواب الحاضر كما شغل كل وقته في تحصيل العلم فصار عالماً في التفسير والحديث والنحو، أما الفقه فله فيه اليد الطولى والإطلاع الواسع، فكان من المؤلفين المطلعين ذوي القدرة التامة والكفاية النادرة. تلاميذه وأعماله : أصبح الشيخ عبد العزيز في عداد علماء الدرعية الكبار وهو في سن الشباب ، وكانت قدرته العلمية قد أهلته للتدريس والافتاء والدعوة والإرشاد والرد على أهل البدع والضلال، فأخذ عنه العلم عدد كبير من طلبة العلم منهم الشيخ محمد بن مقرن بن سند الفطاي المتوفي عام 1267هـ. ثم أصبح أحد القضاة في مدينة الدرعية قبل سقوطها عام 1233هـ. شارك الشيخ عبد العزيز في الدفاع عن الدرعية أمام قوات إبراهيم باشا، وبعد سقوط الدرعية عام 1233هـ وهدمها ، وما صاحب ذلك من تعذيب بعض العلماء وقتل بعضهم وتشتت البقية منهم، خرج الشيخ عبد العزيز إلى البحرين وأقام فيها ثم عاد إلى نجد بعد أن هدأت الأحوال فيها ثم لم يلبث أن أخذ أولاده معه وعاد إلى البحرين، وقيل إنه استدعاه أمير البحرين وألح عليه في الحضور فقدمها وأقام فيها. مؤلفاته : صنف الشيخ عبد العزيز عدة مصنفات أشهرها كتابان تمت طباعتهما هما : 1- «منتقى عقد الفرائد وكنز الفوائد» 2- « منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب» وذكر محمد القاضي أن للشيخ عبدالعزيز بن معمر كتاباً ثالثاً اسمه النوادر فيه أشعار عذبه. وله نبذة عن نسب آل معمر في خمس ورقات. كما أن له عدداً من الفتاوي. وقد أشرت إلى أن قوات إبراهيم باشا نقلت كتباً كثيرة من منزل الشيخ حمد بن ناصر وأبنائه، منهم الشيخ عبد العزيز، وربما أن في هذه الكتب بعض مصنفاته ويظهر أن له مصنفات أخرى. قصـائـده : مثلما اشتهر الشيخ عبد العزيز في العلوم الشرعية، اشتهر أيضاً في الأدب ، فهو يعد من أدباء وشعراء عصره. ونظم الشيخ عبد العزيز عدداً من القصائد منها : القصيدة المشهورة التي سماها علماء نجد «الطنانة» وذلك بعد سقوط الدرعية معقل الدعوة الإصلاحية عام 1233هـ وتدمير البلدان، وقتل بعض العلماء والصالحين وتشتت طلاب العلم وفر الناس من أوطانهم، وأحرقت ونقلت الكتب، ألمت تلك الأحداث الجسام الشيخ عبد العزيز فقال قصيدة يتذكر ويذكر بماضي البلد التليد، ويتوجع على ماحل بها والقصيدة في خمسين بيتاً هي :
ثم أرسل الشيخ عبد الرحمن بن حسن قصيدته العينية للشيخ عبد العزيز بن معمر، بعثها له وهو في البحرين وعدد أبياتها 26 بيتاً ويتضح أن هذه القصيدة قيلت عام 1237هـ وهي :
فرد عليه الشيخ عبد العزيز بقصيدة بنفس عدد الأبيات، وعينية القافية أيضاً، يقول فيها :
وللشيخ عبد العزيز كذلك قصيدة في ذم التنباك ومدح القهوة في اثنين وعشرين بيتاً نختار منها :
وفــاتــه : توفي الشيخ عبد العزيز رحمه اللّه في المنامة في بلد البحرين في شهر شعبان عام 1244هـ، ودفن فيها قال عنه ابن بشر : « وفيها توفي الشيخ العالم الفاضل عبد العزيز بن الشيخ العالم حمد بن ناصر بن معمر رحمه اللّه، كان فقيهاً أدبياً متواضعاً حسن السمت والسيرة، ذا شهرة في العلم والديانة وله أشعار رائعة».وعندما وصل إلى البلاد النجدية خبر وفاته رحمه اللّه ، ُصِّلىَ عليه صلاة الغائب. وقد رثى الشيخ عبد العزيز بن حمد بن معمر بمراث عديدة منها مرثية الشيخ أحمد بن مشرف التميمي، وهي في 26 بيتاً يقول فيها :
ورثاه غيره رحمه اللّه ، وعفا عنه . |