![]() (1096- ذو الحجة 1138هـ): هو أبو حمد عبد اللّه بن محمد بن حمد بن عبد اللّه بن محمد بن معمر بن حمد بن حسن بن طوق السعدي التميمي. تولى إمارة العيينة بعد وفاة أخيه وذلك عام 1096هـ ولقب بالثاني تمييزاً له عن أحد أجداده وهو عبد اللّه بن محمد الأول المتوفى عام 1024هـ، والذي يشابهه في الاسم. يعتبر هذا الأمير أقوى وأشهر وأعظم أمراء نجد في زمانه، واستطاع أن يرتقي بالعيينة درجة بلغت فيه أوج قوتها وازدهارها وحضارتها ورقيها، ويعتبر عصره العصر الذهبي لإمارة العيينة. وجه عبد اللّه اهتمامه إلى تطوير العيينة حضارياً في شتى المجالات واتضحت أهم مظاهر التطور الحضاري في عهده بالآتي : ![]() يتمثل هذا النشاط في الحركة العلمية التي ازدهرت في العيينة إذ اكتظت بالعلماء وطلبة العلم، وتركز الاهتمام على العلوم الدينية، فانتشرت حلقات العلم في مدارسها ومساجدها، وأفرز هذا الاهتمام فيما بعد ظهور الدعوة الإصلاحية في نجد، إذ وُلِد صاحب الدعوة وتعلم في العيينة في عهد هذا الأمير. وزاد عدد العلماء في العيينة عن الثمانين عالماً يقومون بالفتوى والتعليم، وأبرز قضاة العيينة وعلمائها في عهده هم : ( أ ) الشيخ عبد الوهاب بن عبد اللّه بن مشرف المتوفي عام 1125هـ. (ب) ابنه الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن عبد اللّه المتوفي عام 1126هـ وهو غير الشيخ محمد بن عبد الوهاب صاحب الدعوة السلفية ومن بني عمومته. (جـ) الشيخ عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن مشرف، والد صاحب الدعوة السلفية الإصلاحية المتوفي عام 1153هـ. (د) الشيخ إبراهيم بن سليمان بن مشرف توفي عام 1141هـ. (هـ) الشيخ محمد بن موسى البصيري. وغيرهم من العلماء الذين غصت بهم مساجد العيينة في ذلك العهد، وقد أثنى حميدان الشويعر على اهتمام الأمير عبد اللّه بالعلوم الدينية وتعليمها حينما وصفه بأنه «أحيا من الدين دارسه». ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ووصف بأنه (أعظم ملوك نجد في زمانه)، كما قال عنه ابن بشر والفاخري بأنه (لم يذكر في زمانه ولا قبلـه في نجد من يدانيـه في الـرئـاسـة ولا سـعـة وقوة الملك والعدد والعدة والعقارات والأثاثات). وقال عنه الذكير : «كانت بلده المدينة الأولى في نجد وكلمته تكاد تكون الأولى، إلى أن قال : فإنه فــي الثابت أنه لم يتوجه جيش لمقاتلته، ولم يكن يوماً مدافعاً بل إنه دائماً كان مهاجماً » وحينما تكلم الدكتور العثيمين عن أمراء البلدان النجدية قال : «وُجِدَ أمراء نجديون عادلون يحلون أمور اتباعهم بطريقة شرعية ، ثم قال في الهامش ومن بين هؤلاء عبد اللّه بن معمر أمير العيينة». وقد بدأ عبد اللّه عهده بأعمال عسكرية بهدف توسيع مناطق نفوذه، وقد خاض العديد من المواجهات المسلحة مع بعض قبائل البادية والبلدان المجاورة، وذلك في سبيل الحفاظ على قوة وهيبة العيينة، وزيادة رقعتها ونفوذها فدخل في صراع مع كل من حريملاء والعمارية والدرعية وعرقه وثادق والقرينة واليمامة، كما وصلت جيوشه إلى الإحساء التي هاجمها في شهر رمضان المبارك عام 1136هـ. وحدثت في عهده عدد من الحوادث التاريخية تزيد عن ثلاثين يمكن الرجوع إليها لمن أراد في الكتاب : وفي عهد عبد اللّه لجأ إليه أمير الدرعية موسى بن ربيعة بن وطبان، وأقام عنده في العيينة، ولم تحدد المصادر التاريخية متى كان لجوئه للعيينة، ولكنه تولى إمارة الدرعية عام 1121هـ، ومن المؤكد أن لجوءه للعيينة كان بعد هذا التاريخ وقبل عام 1137هـ إذ أن أمير الدرعية في ذلك العام هو سعود بن محمد بن مقرن. هذه هي أهم الأحداث في عهد عبد اللّه بن معمر، وقد وفد الشعراء على ابن معمر ومدحوه ونالوا عطاياه، منهم الشاعر فارس البسام الذي مدح عبد الله بن معمر بالقصيدة التالية :
![]() ومنهم حميدان الشويعر الذي مدحه فقال :
![]() كما مدحه أيضاً بقصيدته المشهورة والتي يقول فيها :
|