مقبرة الصحابة  :
 

لقد دارت رحى حروب طاحنة في العام الحادي عشر للهجرة النبوية في مواقع متقاربة في اليمامة بين الجيوش الإسلامية وقوات بني حنيفة، ومن معهم بقيادة مسيلمة الكذاب، وأشهر تلك المواضع وادي حنيفة في أعلاه حول قريتي أباض (بوضة) والهدار (الهديدير) وعقرباء (الجبيلة) وسلام وغيرها من المواقع كموقعة ملهم. وسقط خلال هذه المواجهات عدد كبير من الشهداء غسلت دماؤهم الزكية كل آثار الردة فعاد أهالي المنطقة إلى الدين الخالص الذي لا تشوبه شائبة. وكان عدد الشهداء ألفاً ومائتي رجل منهم عدد كبير من حفاظ القرآن الكريم، وقتل من المهاجرين والأنصار من أهل المدينة ثلاثمائة وستون، ومن المهاجرين من غير المدينة المنورة ثلاثمائة رجل.

       
ومن أشهر هؤلاء الشهداء :
الصحابي الجليل زيد بن الخطاب أخو الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى اللّه عنهما الذي كان قبره معروفاً لدى سكان المنطقة قديماً وأقيمت قبة على قبر زيد هدمها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومعه قوة من ستمائة رجل من أهل العيينة بقيادة الأمير عثمان بن معمر وكان ذلك في أثناء وجود الشيخ في العيينة، وقبل مغادرته لها عام 1157هـ .
                            ( المشرف على الموقع يجانب قبر زيد )
 


موقع مقبرة الصحابة :
من الممكن أن الشهداء من الصحابة الذين قتلوا في تلك المواقع دفنوا في عدة مقابر، وأشهرها في عهدنا الحاضر هي مقبرة الصحابة التي في الجبيلة في شعيب الدم والاخرى التي تقع إلى الجنوب من البلده القديمة، وجنوب الوادي في جبانة مرتفعة مشهورة ، هذه المقبرة كانت أكبر مساحة مما هي عليه الآن، وخصوصاً من الجهة الغربية التي تطل على وادي حنيفة، وقد جرفت السيول الكثير من تربة هذه المقبرة، وبالتالي جرفت العديد من القبور على مرور السنوات.