حمد بن ناصر بن معمر :
هو الأمير الشاعر حمد بن ناصر بن عبد العزيز بن ناصر بن الشيخ حمد
بن ناصر بن الأمير عثمان بن معمر.
ولد حمد في بلد سدوس عام 1298هـ وتوفي والده وعمره عامان، فنشأ حمد
مع أشقائه وتعلم مبادئ القراءة والكتابة وختم القرآن الكريم في
سدوس.
وبعد ما شب رحل للكويت ثم عاد منها للرياض وكان موجوداً بها أثناء
فتح الملك
عبد العزيز لها، ثم كان من ضمن السرية المسؤولة عن حراسة
قصر المصمك، وبعدها كلف بجلب زكاة بعض البوادي.
ثم انتقل للقصيم حيث كان في الحامية الموجودة في بريدة أثناء إمارة
عمه فهد بن
عبد العزيز بن معمر لها، وبعد مدة رغب العودة إلى سدوس
فلم يسمح له عمه بالعودة فقال قصيدة منها :
يا عم ياحامي عقاب المـــقلي |
|
ياعيدها الهجن يرقـع حفــــــــــاها |
البارحه ياعم أنا مستملــــــــي |
|
والعين ماني داري وش بــــــــلاها |
والهقوة أني فاقد شوف خـــلي |
|
اللي عليه الكبد مصري شـــبـاها |
إن كان لي ياعم عندك محلــي |
|
دور لي ذلول غالي مشــــــــتراها |
حمراء إلى درهـمــت ما تـمـلي |
|
وإلى مشت ماهي تداني خطاها |

فلما سمع عمه القصيدة أعطاه ما طلب وسمح له بالعودة إلى سدوس، فعمل
بالتجارة بين الرياض وسدوس مدة فتوفق في عمله، وربحت تجارته، وفي
تلك الأثناء استدعاه الملك عبد العزيز وطلب منه التوجه أميراً
لوادي الدواسر، فرغب عنها ، وألح عليه الملك وشدد في ذلك، فتوجه
للوادي أميراً عام 1349هـ وقال في ذلك شعراً :
ركبنا على جيش محاضيـــب |
|
في شف مصلوب القبايل |
مشينا بشف الشيخ نرضــيه |
|
تركنا النما هو والحلايــــل |
بعض جيشنا طاحت سماريه |
|
كلتنا لواهيب القوايـــــــل |
قام حمد بعمله في الإمارة خير قيام، وكان شديداً قوياً في عمله،
إذا جاءه بعض من يدعي على شخص أعطاه عصاه وطلب منه أن يعطيها خصمه
أو يلقيها في منزله أو مزرعته فلم يسع المدعى عليه إلا الحضور
للأمير، فاشتهرت عصى الأمير في الوادي ورغم كثرة المشاكل وخاصة من
البوادي وإرهاقها له شخصياً إلا أنه بذل جهوداً مضنية وأثبت أنه
الرجل المناسب في المكان المناسب.
ومن تلك المشاكل أن إحدى القبائل أغارت على بعض الدواسر قرب
الوادي، وأخذوا بعض إبلهم فأخبر أمير القبيلة التي تعرضت للغارة
وهو الشيخ شيبان بن قويد الأمير حمد بن معمر بالخبر، فأذن له
الأمير حمد بن معمر باللحاق بالمغيرين ورد المنهوبات بل أعطاه بعض
الذخيرة والسلاح فتمكن ابن قويد من رد المنهوبات إلا أنه أصاب
رجالاً من تلك القبيلة بجراح، وأخذ لهم إبلاً كثيرة، فلما بلغ
الملك عبد العزيز الخبر لام حمد على ذلك التصرف دون أخذ موافقته،
وأغلظ عليه في الكلام، فأرسل حمد رساله للملك أبدى فيها وجهة نظره
ودافع عنها .
وفاته :
مرض الأمير حمد في الوادي أثناء إمارته وتوفي فيه آخر عام 1354هـ
، عن عمر يناهز 56 عاماً رحمه اللّه، وخلف ولدين هما عبدالعزيز
توفي رحمه اللّه شاباً لم يتزوج وعمره 18 عاماً ، ومحمد (رحمه
الله) الذي كان من أبرز وجهاء الأسرة.
صفاته :
كان حمد شجاعاً بطلاً جواداً حازماً ، من
أعيان أسرته وأكابرهم، نزيهاً عفيفاً في إمارته. وللأمير حمد عدد
من القصائد حصلت على بعضها غير مكتمل، ومن قصائده قصيدة قالها
بعدما عاد وقد أخذ زكاة البوادي حينما كان أميراً للعمالة، ومدح في
تلك القصيدة الملك عبد العزيز رحمهما اللّه :
ياليتني ماجيت كبشـة وكبشـــــان |
|
ولا شفت ضلع شبيرمة والخضاره |
وشفت القصور اللي ورا ضلع بنبـان |
|
وشفت العريق وشفت خشم الزبارة |
داربها يابن صـعـب طـير حـــــــوران |
|
شيـخ خـذ الطولات في كل غــاره |
عبدالعزيز اللي يزبن الضيف والجــار |
|
كم واحد طافي بـخـت شـب نـاره |
كم واحد في ظل سيفـه بـنــى دار |
|
وخلاه أبو تركـي تشـيـع أخــبـــاره |
يا كبر نفعه يا مدورين الأعــــــــــذار |
|
سيل لو هو دمـر دماره عمـــــــاره |
لو خيروني عند مـوتـه ابخـتـــــــــار |
|
اختار موتي قبل موت أخو نـــــوره |
وفي إحدى السنوات كان بصحبة أمير العمالة وانتقده قائلاً :
يا الـلّـه يـا عــالــم الأســـــرار |
|
يــا عــالــم الــغــيـب والنـــية |
اجـعــل حـيـاتــي مـع الأبــرار |
|
أهــل الـــورع والـحـنـيـفــــيـة |
مـن فـج مـالـت بـي الأقــــدار |
|
قالـوا لـي أرد الـرويـلـــــــــيـة |
ومـن الـدفـينـة وردت أبحـــــار |
|
ومـن الـشـعـب للـهـتيـــميـة |
هـذا عـمـل ضــايـع الأفـكــــار |
|
حـــط الــعـمـالـه حـويـســيـة |
|
|
|
وله أيضـاً :
ودي بربعي وقلبي عـند مضنونـــي |
|
تكفون ياهـل الركايب ريضوليـــــــه |
ردو لي الرأس وامشو على الهــون |
|
هينو لي النفس لو تمـشون رجليه |
وأن بان في خـلـة فالمحمل أوزونـي |
|
لين المس وليـــف الروح بيديـــــه |
|
|
|
ومن شعره أيضاً :
مـن دون بـيـشـه رقـاق بـيـض |
|
شـــبــوان وأبــعــدها بـعــــــداه |
يـامـاعــوا دونـهــا مـن ذيــــــب |
|
وكــم واحــد خــلــتــه وجـــــناه |
الـلـي يـبـي عـلــتـه تـطـــيـب |
|
شــفــقـاً على شـوفـته عذراه |
يـركـب عـلـى فـاطـر ورعـيـــب |
|
اللـي تـري وسـمـهـا العرقـــــاه |
جـعـل الـردي مايجـيـلـه صـيب |
|
يا مـصـبـر الـخد كـيف تبــــــــزاه |
|
|
|
وقال :
خـلـيت أنـا الـهـجـن ياشبــــوان |
|
لا تحـسـب أن الهـجـن خلـني |
للـخـوي عـلـى الـخـوي حـقـان |
|
يـاوش عــذر الــخــوي مـنــــي |
|
|
|
ولما وصل إلى الوادي أميراً أرسل في طلب عائلته وتأخروا في الوصول
فزاد شوقه لهم وضاق عليه القصر وقال :
ما ظهرت من القصر كود من ضـــيقه |
|
يا لـلّـه أنـي طـالـبك ترحم لحالي |
جيت في أدنى العرق واكشف طواريـقه |
|
ولا تـبـيـن لـي مع الخـل رجــــال |
كل ماجا طارش قمـت أهـلـي بـــــــه |
|
كل شي يامنير يطري على بالي |
لاتـلـم من جر ونتـه على صـيــــــــبه |
|
واللّه أنـي يابن منــصـور يعـزالي |
أتـمـنى فـاطـر كـنـهـا الـريبــــــــــــه |
|
واهـني من شافها تهذل هْـــذَالِ |
سعد أبو من رخصو له معازيبـــــــــــه |
|
والركـايـب ضمر تقطــــع اللالـــي |
وحينما سافر أحد رجاله من وادي الدواسر إلى سدوس قال :
سقوى الا جيت من الديار الجنوبية |
|
متنحر يالحبابي دار حبـانــــــــــي |
ربع يهـلـون بـهـشـال الخـلاويـــــــة |
|
عند شوفهم حامي الزربات عداني |
وامتدح التاجر الذي يستفيد غيره من ماله، وانتقد احترام الرجل
لغناه فقط، وأخيراً تمنى ترك الإمارة والعودة إلى بلده وأسرته فقال
:
يا شيخ أنا من قصر طرباح ملـيت |
|
قعدت أناحـي مع ميتينـــــــي |
ترى هواي ومنوتي لو تـمـنيـــــت |
|
ركب النظا ومعاشـر الغانمـين |
لاجيت أنا مرقب فيه ضحـيــــــــت |
|
سـوو لنا دوح مـع طبختينـــي |

وله:
يـا عــيــال دنــو ركــايــبـكـــــم |
|
قـم يالحـبـابي لــك الحــيــة |
انـتـو طـيـوري واصـيـد بـكـــــم |
|
واشــوف وش صـيـدكـم ليـه |
أن أعــجــبـتـنـي صــوايــدكــم |
|
حـــرار مـانـتـب وكــريــــــــــه |
وأن ما عـجـبـتـنـي صـوايــدكم |
|
والا أنـتـو طـيـور سـعـديــــــة |
تـغـانـمــو حــــال شـــايـبـكـــم |
|
ردوا عــلــيــه الـحـبـيبيـــــــة |
الــكــبــد عــافــت حــلايبـكـــم |
|
دوكـــم لــبـنـكــم بـزبـديـــــه |

وجاء لحزوى في شبابه فشاهد مصادفة فتاة جميلة مع أهلها وقال:
تو ما شافت عزيز الزين عينـــــــــي |
|
طارت الغدفة وشفت اللي تحتها |
ناطحتني والجـدايـل سـبـحتينــــي |
|
يا صباح الخير يا زين طخمتــــــها |
عذرب المجمول عندي شارتينـــــي |
|
مع سواد عيونها طول رقبتـــــــها |
قلت أبوك خـذى ذلـولـي وارحمـيني |
|
عندكـم تـنـفـع ولا عـنـد ورثـتــها |
في وسط حزوى ماكله خــوخ وتيني |
|
والـرطـب مـاجـود تـأكـل بشهوتها |
بـنـت عـود يـذبح الشاة الـسمـيـني |
|
يشـتريـهـا لأكـبر كـف ذنـبــــتـها |
وقيل انها لغيرة ..

وذهب إلى الرفيعة أحد قصور المزاحمية لأخذ مبلغ له عند صاحب ذلك
القصر فشاهد فتاة جميلة هي ابنة صاحب القصر أعجب بها فقال :
يا أهل الرفيعة عسى السيل يتوطاكم |
|
سقى اللّه قصيركم من كل وسميه |
يا أهل الرفيعة قـناني زين ممـشاكم |
|
وغزيل عندكم ودي بها لــــيــه |
يا أهل الرفيعة عسى من راح يشناكم |
|
عسى يضرب مع الأبرة بجنبــــــيه |

وقال :
ردو سـلامـي عـلـى أم عــبـيـد |
|
ياللـي تجـون اريـش العينـي |
ياعــنـز ريــم تـقــود الـصــيــــــد |
|
ماهـيـب ربـايـب ضـلاعــيني |
مـقـيـاضـهـا بايــسـرأم حـيـيـــد |
|
ومـربـاعـهـا يـم رمحيـــــــني |
يابـنـت مـن يـزبـن الـمــضـــدود |
|
يـانـور عـيـنـي ذبـحـتـيـنـــي |
دونـــك ذلــولـــي مع الـبـــــارود |
|
ســلامــتــي وأن مـنـعـتيني |

وعند عودته من أحد أسفاره وكان قد اشترى ذلولاً ركبها فنال منها
تعب ونصب في سفره ذلك وعندما مر ببلد حريملاء قال مخاطباً خادمه
هذال :
هذال قل لابو عشـتـل لايخليني |
|
يذبح ذلولي تراها بيدت حالي
|
فسمع رجل من أهل حريملاء يعرف حمد البيتين وحفظهما، وأخبر أبو عشتل
من ليلته تلك وهو جزار من أهل حريملاء واسمه محمد بن حماد ولقبه
(أبو عشتل) فتجهز أبو عشتل وذهب إلى سدوس من ليلته وتوجه لمنزل حمد
ونحر الذلول وأولم بها حمد لأهل البلد.