عبد العزيز بن فهد بن معمر :
 

ولد عام 1327هـ في مدينة عنيزة ، وكان والده قد تزوج من نورة بنت صالح بن معمر ساكن عنيزة، فأنجبت له عبد العزيز وهو الابن الوحيد لفهد بن معمر، نشأ عبد العزيز في بريدة أثناء إمارة والده فيها.

وتلقى تعليمه على يد المطوع محمد بن هويمل رحمه اللّه. فتعلم القراءة والكتابة وختم القرآن الكريم، وتأثر بالجو المحيط به حيث كانت القصيم في تلك الفترة ساحة معارك طاحنة مع قوات حائل فأظهر اهتماماً بتلك المعارك وصحب والده في أكثر من غزوة وسرية وأكسبه التصاقه بوالده حب الكفاح والشجاعة فتعلم الرماية وركوب الخيل ، وكان مع والده أثناء حصار حائل، وكان عمره (12) اثني عشر عاماً عندما قتل والده عام 1339هـ وبعد ذلك أقام فترة قصيرة في بريدة ثم انتقل إلى الرياض، وكان محط عناية الملك عبد العزيز الشخصية وفاء لوالده رفيق جهاده وأحد قادته المخلصين ، أمر بإسكانه في أحد المنازل القريبة من قصره إذ اعتبره ابناً له ورباه مع ابنيه الأمير محمد والملك خالد رحمهم اللّه، وكان يتردد على مجلس الملك عبد العزيز بصفة دائمة.
ولما رأى الملك عبد العزيز منه النجابة والقدرة والكفاءة على تحمل المسؤولية عينه قائداً لفرقة من الفرسان أثناء حصار جدة عامي 1343هـ ، 1344هـ وعمر عبد العزيز إذ ذاك 17 عاماً فشارك في حصار جدة إلى أن دخلها مع الملك عبد العزيز رحمه اللّه بعد حصار دام عاماً كاملاً.
كما شارك فارساً في معركة السبلة عام 1347هـ وشارك مع الأمير محمد بن عبد العزيز أثناء مطاردة فلول المنهزمين في تلك الموقعة.

وفي 21 صفر من عام 1348هـ صدر أمر جلالة الملك عبد العزيز بتعيينه أميراً لينبع خلفاً لأميرها صالح العصيمي ، وزار ينبع أثناء إمارته فيها إبراهيم المازني وقال في كتابه رحلة إلى الحجاز طبعة 1349هـ صفحة 20 : (وزرنا الأمير - عبد العزيز بن معمر - وهو شاب نجدي جميل الطلعة وسيم المحيا مقدود قد السيف ...). ثم نقل من ينبع وعين أميراً لجدة في 21/4/1351هـ ، ثم عين أميراً للطائف في 1/3/1354هـ ، خلفاً لأمير الطائف السابق عبد اللّه بن محمد بن معمر.
وأثناء إمارته للطائف مرض فسافر للعلاج في الهند ولكن الأدوية التي استخدمها في الهند كان لها أثر سلبي حيث أضعفت سمعه تدريجياً ثم سافر إلى أمريكا لاستكمال العلاج فلم يطرأ تحسن على صحته فعاد إلى الطائف وصبر واحتسب وتجلد وقام بأعباء الإمارة ومسؤولياتها مدة طويلة إلى أن طلب إحالته على التقاعد، فأحيل بناء على طلبه عام 1384هـ ، وأحب عبد العزيز الطائف فاتخذها سكناً له، وكانت حياته بعد تركه الإمارة امتداداً لعمله أثناءها، فيستقبل الناس ويسهم في حل مشاكلهم، كان له دار ضيافة يستقبل ضيوفه فيها ويسكنهم بها ، وعين من يخدمهم وهيأ أسباب الراحة لهم.
استمر على ذلك إلى أن تمكن منه المرض ثم توفي رحمه اللّه.


وفاته:
توفي رحمه الله عصر يوم السبت الموافق 12/7/1409هـ وصلى عليه ظهر اليوم التالي في مسجد ابن العباس ، وشارك في الصلاة عليه وتشييعه عدد كبير من أفراد أسرته والمسؤولين والأعيان وأهالي الطائف والقرى المحيطة بها.


صفاته:
كان رحمه اللّه مديد القامة وسيما مهاباً ديناً عاقلاً شهماً كريماً جواداً فارساً شجاعاً ، وكان ذا جلد وصبر، وأناة وحلم وتواضع وأنفة وعزة نفس، رثي رحمه اللّه شعراً ونثراً ، فقد رثاه الأستاذ عبد الرحمن بن فيصل بن معمر نقتطف من رثائه مايلي : «كان المرحوم في شبابه ومطلع حياته يضرب به المثل في النباهة ويقظة الحس وحسن الجواب، كان وسيماً يفرع أقرانه يعلو صهوات الجياد ويرمي بالسلاح ويسابق الأقران، ويتقدم أمثاله من الشبان كان جسور القلب بلا تردد ذرب اللسان بلا تلكؤ ، يملأ المكان الذي يدخله والمنصب الذي يشغله كان مهاباً لا هياباً، كان راجح العقل رزين التصرف عميق التأمل ثقيلاً في الميزان خفيفاً على الروح والأذهان ، متواضعاً في غير ضعه حليماً وقت الحلم قوياً ساعة القوة واسع الحيلة بعيد النظر، كان ذكياً لماحاً صاحب فراسة لا تخطئ وفطنه لا تخيب ». وكان مخلصاً نشيطاً ساهراً على المصلحة العامة يمزج الحزم باللين. كما تحدث عن مأثره في جريدة عكاظ كل من سعد الرويشد وعبد الله بن خميس ، وفي جريدة الجزيرة كل من عبد المغني أمين وعبد اللّه بن محمد بن مجفل أمير عشيرة ، الذي رثاه بقصيدة قال فيها :
 
مرحوم يا مير على الطيب ممـشـاه   من شبته لا شـيبته لا وفــاتــــــــه
وعسـى جنان الخـلــد داره وملــفـاه   اللي كسب كـل الـوفـا في حـيـاتـه
عبد  العـزيز بن  مـعـمـر سجـيـــــــاه   ما فيه أمـيرا يبـي يسـوي ســواتـه
من خلقتي ما شفت  مثله وحـلـياه   بالمرجلـة والطيـب تـصـعـب صـفاتـه
ومـن شجـرة  العـنبر مغنـه ومجـنــاه   وفعول أهلـه لأولـه متعباتـــــــــــــــه
ابو فـهـد ودك تزوره وتـنـــصـــــــــــــاه   ولا جيت  بيتـه ما تـبى غـير ذاتــــه
ريـــف الضعيف اللى من نــخـــــــــاه   والمرجلـة والطــيب غايــة مناتــــــه
يا كثر ما تكسـب من الطـيب يمـناه   وبالمرجلة والطيب نـال شـهـواتــــه
صان العهد ماخان عهـده مع اعــداه   مع دولـته نـدم المـعادي هــواتـــــه
مع  درب أبو تركي مـغـدى ســــرياه   أبو فـهـد فعلـه علـينـا ثبـاتــــــــــــه
النعم قسم له ومن خير شــــــــرواه   ومن  الردى شرواه مثبت بـراتــــــه
يا لاحدين القبر خلوه بـارفـــــــــــــاه   عن نور وجهه كود ندفع صفاتـــــــه
بقوله اللي بالتماثيـل يـرثــــــــــــــاه   ومن موتته جفـنـي تكدر مباتــــــه
صاحب ابويه كيف بَـادْلَهْ وابنـســــاه   وياليت وال العـرش مدد حيـــــاتـــه
ويجعل له عند الـولي قدراً وجـــــــاه   والحور والفردوس مـسـتـقـبـلاتــــه
وصـلاة ربـي عد نَـوٍّ نـثـرمــــــــــــــاه   على الـرسـول آخركلامي صلاتــــه

خلف الأمير عبد العزيز بن فهد بن معمر ثلاثة أولاد هـم معـالـي محافـظ مدينـة الطائف الأستاذ فهد، والدكتور عبد اللّه وزير الزراعة السابق والسفير في دولة الإمارات حالياً، والدكتور محمـد عضـو مجـلـس الشورى السابق ووكيل وزارة المواصلات لشئون النقل المساعد حالياً، وتوفي له عدد من الأبناء أثناء حياته منهم فهد الأول وعبد الرحمن ومحمد الأول ماتوا صغاراً وسعـود توفي شاباً رحمه اللّه كما تزوج الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله من ابنته طرفه بنت عبد العزيز وأنجبت منه سمو الأميرة لولوه بنت فهد بن عبد العزيز والدة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز.